المنظمة الدولية للهجرة تسهل العودة الطوعية لـ 84 مهاجر من الجزائر إلى مالي في ظل جائحة كورونا
الجزائر العاصمة، باماكو - قامت المنظمة الدولية للهجرة يوم أمس الثلاثاء بتسهيل العودة الطوعية لـ 84 مهاجر مالي (73 رجل و7 نساء و4 أطفال) عبر رحلة جوية انطلقت من الجزائر العاصمة في إتجاه باماكو.
وقد تم تنظيم هذه الرحلة الاستثنائية بعد موافقة كل من السلطات الجزائرية والمالية على رفع القيود المفروضة على السفر بشكل موقت من أجل تمكين المنظمة الدولية للهجرة من تسهيل العودة الآمنة للمهاجرين الماليين العالقين في الجزائر .
وكانت كل من المنظمة الدولية للهجرة وسفارة مالي بالجزائر قد تلقيا طلبات من عديد المهاجرين الماليين مند بداية تفشي فيروس كورونا المستجد من أجل مساعدتهم على العودة إلى بلادهم بعد أن أصبحت فرص العمل قليلة ولم يعد بإمكانهم تغطية حاجياتهم اليومية. بناء عليه، فقد ساعدت عملية العودة الطوعية على حماية هؤلاء المهاجرين خلال جائحة كورونا.
وقبل إنطلاق الرحلة، تلقى المهاجرين القاطنين خارج الجزائر العاصمة مساعدة للتنقل نحو العاصمة أين تم إيواؤهم في مراكز إيواء مؤقتة تديرها المنظمة الدولية للهجرة. وتعد هذه المراكز هيكل حكومي متاح للمنظمة الدولية للهجرة لإيواء المهاجرين الذين يريدون العودة إلى بلدانهم الأصلية. يشار إلى أنه تم تنسيق عملية تنقل المهاجرين مع السلطات الجزائرية المختصة.
من جهة أخرى، فقد قام موظفو المنظمة الدولية للهجرة بالجزائر بتطبيق كل التدابير الوقائية التي تتماشى و المعايير الدولية والوطنية و كذلك الإجراءات التي تتبعها المنظمة الدولية للهجرة وذلك لتجنب خطر انتشار فيروس كورونا المستجد خلال الرحلة. وقد شملت هذه التدابير والاجراءات فحوصات ومتابعة طبية وصحية قبل وأثناء السفر، بالإضافة إلى توزيع وسائل الوقاية من فيروس كورونا المستجد و تنظيم جلسات توعية للمهاجرين حول سبل الوقاية من هذا الفيروس.
وقال أحد المهاجرين خلال الرحلة: " لقد تسببت جائحة كورونا في تأخير عودتي إلى مالي حيث بقيت عالق في الجزائر. كنت آمل أن تعود الأمور إلى طبيعتها حتى أتمكن من العودة إلى مالي ولقاء أطفالي."
وعند وصولهم إلى باماكو ، سيخضع المهاجرون لبروتوكول الوقاية الوطني بما في ذلك الحجر الصحي الإلزامي لمدة 14 يومًا. وبعد إتمام الحجر الصحي و الخضوع لاختبارات الكشف عن فيروس كورونا المستجد سيتمكن المهاجرين العائدين من التنقل إلى مدنهم ولقاء عائلاتهم. كما ستقوم المنظمة الدولية للهجرة في مالي بتقديم مساعدت عينية للعائدين من أجل تسهيل عملية إعادة إدماجهم وذلك في إطار المبادرة المشتركة لكل من الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة لحماية المهاجرين وإعادة إدماجهم. كما سيتم تقديم المساعدات الخاصة بإعادة الإدماج للمهاجرين العائدين بناء على احتياجاتهم ومهاراتهم وتطلعاتهم. وتشمل هذه المساعادات المساعدة الطبية والدعم النفسي والاجتماعي والتدريب التعليمي والمهنيودعم في الإسكان والاحتياجات الأساسية الأخرى وكذلك القيام بأنشطة حول ادارة المداخيل لضمان إعادة الإدماج المستدام في مجتمعات المهاجرين الاصلية.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم تسهيل العودة الطوعية لهؤلاء المهاجرين بفضل المساهمات المالية لعديد الجهات المانحة وهي (1) الاتحاد الأوروبي من خلال المبادرة المشتركة لكل من الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة لحماية المهاجرين وإعادة إدماجهم والتي تعمل على تسهيل العودة الطوعية للمهاجرين الذين يريدون العودة إلى بلدانهم الأصلية في ظروف آمنة وكريمة، و (2) برنامج خدمات الحماية للمهاجرين الضعفاء الذين تقطعت بهم السبل في شمال إفريقيا والعبور في شمال إفريقيا (المرحلة الثانية) بتمويل من مملكة هولندا و (3) برنامج الأمن والدعم والحلول على طول طريق وسط البحر الأبيض المتوسط (المرحلة الثانية) بدعم من وزارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة.